كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



وقرأت بخط أبي جعفر أيضا:سمعت أبا المعالي يقول:قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفا ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة (1) وركبت البحر الخضم وغصت في الذي نهى أهل الإسلام كل ذلك في طلب الحق وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق عليكم بدين العجائز فإن لم يدركني الحق بلطيف بره فأموت على دين العجائز ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة الإخلاص:لا إله إلا الله فالويل لابن الجويني (2) .
قلت:كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به لا متنا ولا إسنادا (3) .
ذكر في كتاب(البرهان)حديث معاذ في القياس فقال:هو مدون في الصحاح متفق على صحته.
__________
(1) في الأصل: الظاهر.
(2) الخبر في " المنتظم ": 9 / 19 " طبقات الشافعية " للسبكي: 5 / 585 وهذا القول من إمام الحرمين شاهد صدق على فساد استخدام منطق اليونان في المطالب اليقينية واتخاذه أصلا في الحجة والبرهان وأن المنهج الحق هو ما كان عليه الصحابة التابعون له بإحسان ومن سلك سبيلهم من أهل العلم والعرفان.
(3) وفي " الأنساب ": 3 / 386 وكان قليل الرواية للحديث معرضا عنه وفي " معجم البلدان ": 2 / 193 وكان قليل الرواية معرضا عن الحديث ولا ضير على الامام الذهبي رحمه الله أن يبين ضعف إمام الحرمين في علم الحديث وقلة إلمامه به وأن يتقبل أهل العلم صنيعه وينتفعوا به ويعتدوه نصيحة نافعة تستوجب الثناء والدعاء فقد اطلع الامام البيهقي على أجزاء مما أملاه أستاذه والد إمام الحرمين أبو محمد الجويني من كتاب المحيط فرأى فيها أوهاما حديثية فكتب في نقدها رسالة مطولة رصينة تنبئ عن براعة نقده ونفاذ بصيرته في علم الحديث ولما انتهت الرسالة لأبي محمد طابت بها نفسه وشكر له صنيعه وأكثر من الدعاء له وانقطع عن تأليف الكتاب.
وللسبكي في ترجمة أبي المعالي من طبقاته: 5 / 187 مؤاخذات على كلام الامام الذهبي في إمام الحرمين: صاغه بأسلوب مقيت ينبئ عن تحامل وحقد وبعد عن الإنصاف وجهل أو تجاهل بمعرفة القول الفصل في مواطن الخلاف.